قد يحدث أن ينجرف إحدى الزوجين عاطفياً أو يشعر بأنه مستبعدًا من العلاقة، بسبب السلوكيات الإشكالية المتكررة من شريكه، بعض السلوكيات شائعة ويمكن التحكم فيها طالما أنها تحدث بشكل غير متكرر، ولكن عندما تصبح عادة متكررة، فإنها تتسبب في ضرر بالغ للعلاقة قد يهدد بانتهائها.
ويزداد الأمر سوءًا إذا أصر الطرف الذي يظهر السلوك الإشكالي على تجاهل الضرر الذي يسببه، وبرغم أنه يدرك تغير شريكه، إلا أنه لا يستطيع ربط الأمر بسلوكه المتكرر.
1. النقد المتكرر
النصيحة الذهبية لتواصل أفضل مع شريك حياتك هي أن 80 في المائة من كلامك يجب أن يكون إيجابيًا أو محايدًا، و20 في المائة فقط يمكن أن يكون توجيهيًا وليس آمرًا، (على سبيل المثال، “دورك في إخراج القمامة”).
ولكن في بعض العلاقات الزوجية، نجد أن هذه النسبة معكوسة تقريبًا، عندما يعبر أحد الزوجين باستمرار عن استياءات وشكاوى صغيرة (أو كبيرة)، يمكن أن يكون الأمر محبطًا تمامًا للشريك، الذي يبدأ بالاستياء والشعور بأنه عاجزعن فعل أي شيء بشكل صحيح، ونتيجة لذلك، يبدأ في الابتعاد ويكف عن محاولة إسعاد شريكه أو مشاركته في الأنشطة اليومية.
2. تباين في مهارات الحديث والقدرة على التواصل والتعبير
عندما يكون أحد الطرفين أكثر قدرة على التعبير عن أفكاره وصياغة مشاكله بشكل أفضل من الطرف الآخر، فإن ذلك يمنحه ميزة غير عادلة أثناء مناقشة المشاكل والاقتراحات.
من المحتمل أن يفقد الطرف الآخر الذي لا يستطيع التواصل بشكل جيد أو التعبير عن أفكاره ومشاعره بطلاقة معظم الحجج نتيجة لذلك، حتى إذا كان على حق. بمرور الوقت، يتعلم أن الحديث غير مجدي لأنه لا يستطيع الفوز أبدًا، وبالتالي ينغلق وينسحب بصمت.
3. عدم التعاطف مع الشريك
عندما يمر أحد الزوجين بمشكلة عاطفية، فانه ينتظر من شريك حياته التفهم والاحتواء والتعاطف، حتى إن لم يتمكن من مساعدته على حل المشكله، فانه ينتظر منه الدعم حتى يمر الأمر بسلام، وإذا لم يجد فيه ضالته فانه يشعر بالخذلان.
إذا تكرر الخذلان اتسعت الهوة بينهما، حتى يقرر الشريك غير المدعوم، البحث عن شخص آخر يلبي له تلك الاحتياجات العاطفية.
4. تجاهل شكاوى الشريك.
يجب أن يميز الزوجين من النقد و الشكوى، فمن حق شريك حياتك أن يخبرك بالأمور التي تزعجه طالما أنها تؤثر على علاقتكما، ويجب أن تستمع لها باهتمام وأن تعمل على معالجة الأمر، لأن تجاهل شكاوى الشريك، خاصةً عندما قولها مرارًا وتكرارًا، سيجعله يشعر بالرفض والإهمال.
أحد أكثر الأمثلة شيوعًا لهذه الديناميكية يحدث عندما يثير أحد الزوجين مخاوف بشأن الشعور بعدم الرضا الجنسي أو الإحباط بسبب عدم وجود علاقة حميمة، يميل الناس إلى التعبير عن هذه الشكوى لعدة مرات قليلة قبل أن يشعروا بالرفض، فيؤثرون الصمت، وبحلول هذه النقطة، يكون الضرر قد وقع بالفعل.
5. الانغماس في العالم الافتراضي
أصبح الناس مدمنون على إمضاء الوقت أمام الهواتف والشاشات، ويولونها اهتمامًا أكبر بكثير من اهتمامهم بالشريك، فتجدهم دائمي النظر إلى الهواتف أثناء العشاء أو مشاهدة العروض ومنتصف المحادثات، وحتى في اللحظات الحميمة!
الأمر الذي يؤثر حتمًا على الحالة المزاجية للشريك شعوره بالرضا.
كي نكون منصفين، تعتبر هذه السلوكيات شائعة وتحدث في معظم العلاقات، ولكن عندما تحدث بتواتر كبير وتصبح معتادة، فإنها تسبب أضرارًا كبيرة.
إذا كنت تلاحظ حدوث أي من تلك الأمور الخمس في علاقتك مع شريك حياتك ولا تعلم إن كان تواترها ضمن المعيار الطبيعي أو مفرطًا، فإن أفضل ما عليك فعله هو مناقشة الامر مع شريكك والعمل على إصلاح الأمر قبل تفاقمه.